(¯`•._.• { ملتقى الفؤاد الاسلامى } •._.•´¯)
زائرنا العزيز هذه رساله توفيد بانك غير مسجل لدينا بادر بالتسجيل لتستفيد بكافه خدمات المنتدى
(¯`•._.• { ملتقى الفؤاد الاسلامى } •._.•´¯)
زائرنا العزيز هذه رساله توفيد بانك غير مسجل لدينا بادر بالتسجيل لتستفيد بكافه خدمات المنتدى
(¯`•._.• { ملتقى الفؤاد الاسلامى } •._.•´¯)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(¯`•._.• { ملتقى الفؤاد الاسلامى } •._.•´¯)

اسلامــى ثقافى خدمى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السمــاء والطـارق النجم الثلقب!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
مـديــــرعــام المنتــدى
مـديــــرعــام المنتــدى
المدير العام


ذكر
عدد المساهمات : 1368
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
العمر : 43
الجنسيه : Egypt
العمل او الوظيفه : Egyptian Intelligence Service
النقاط : 201493
دعاء المنتدى : دعاء المنتدى

السمــاء والطـارق النجم الثلقب!! Empty
مُساهمةموضوع: السمــاء والطـارق النجم الثلقب!!   السمــاء والطـارق النجم الثلقب!! Icon_minitimeالأربعاء 04 نوفمبر 2009, 5:25 pm



السماء و الطارق



بقلم الدكتور زغلول النجار

قال تعالى : ( والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق‏ النجم الثاقب‏)

يستهل ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ سورة الطارق بقسم عظيم يقسم به‏(‏
سبحانه‏)‏ ـ وهو الغني عن القسم ـ بكل من السماء والطارق‏,‏ ثم يثني
باستفهام تفخيمي عن ماهية الطارق ويحدده بالنجم الثاقب‏,‏ فيقول‏(‏ عز من
قائل‏)‏ مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم
أجمعين‏):‏ والسماء والطارق‏*‏ وما أدراك ما الطارق‏*‏ النجم
الثاقب‏*‏‏(‏الطارق‏:1‏ ـ‏3)‏
وقد اختلف المفسرون في تحديد المقصود من الطارق‏,‏ فمنهم من قال إن الوصف
ينطبق علي كل نجم‏,‏ ولا سبيل إلي تحديد نجم بذاته‏,‏ ولا ضرورة لهذا
التحديد‏,‏ بل إن الإطلاق أولي ليكون المعني‏:‏ والسماء ونجومها الثاقبة
للظلام‏,‏ النافذة من هذا الحجاب الذي يستر الأشياء‏...,‏ كما قال صاحب
الظلال‏(‏ يرحمه الله رحمة واسعة‏)..‏
ومنهم من قال إنه الثريا أو النجم الذي يقال له كوكب الصباح‏,‏ أو نجم آخر محدد بذاته‏,‏
ومنهم من قال إن الوصف ينطبق علي الشهب التي وصفها القرآن الكريم بأنها
ثاقبة‏,‏ كما في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏( إلا من خطف الخطفة فأتبعه
شهاب ثاقب‏‏‏ )(الصافات‏:10)‏.
وذلك علي الرغم من الفروق الضخمة بين كل من النجم والكوكب والشهاب‏.‏
ولكن‏,‏ الواضح من الآيات أن القسم جاء هنا بنجم خاص بذاته سماه ربنا
تبارك وتعالى بـ الطارق‏,‏ ووصفه بالنجم الثاقب‏,‏ فما هو هذا النجم
المحدد الذي استوجب هذا القسم القرآني التفخيمي‏,‏ وجاء مقرونا بالسماء
علي عظم شأنها؟ خاصة أن القسم في القرآن الكريم يأتي من أجل تنبيهنا إلي
أهمية الأمر المقسوم به‏,‏ وإلي ضرورته لاستقامة الكون ومكوناته‏,‏ أو
لاستقامة الحياة فيه‏,‏ أو لكليهما معا‏,‏ وذلك لأن الله‏(‏ تعالى‏)‏ غني
عن القسم لعباده‏,‏ كما سبق وأن أشرنا وكررنا لمرات عديدة‏,‏ وعندي أن
معني الطارق النجم الثاقب لا ينجلي إلا بمعرفة دقيقة لطبيعة النجوم
وأنواعها ومراحل تكونها‏,‏ لأن هذه قضية علمية صرفة‏,‏ وكطبيعة كل
الإشارات الكونية في القرآن الكريم‏,‏ لابد من توظيف المعارف العلمية لفهم
دلالاتها‏,‏ حيث لا يمكن لتلك الدلالات أن تتضح في الإطار اللغوي وحده‏.‏

المدلول اللغوي للفظة الطارق
لفظة الطارق اسم فاعل من الطرق بمعني الضرب بشدة‏,‏ وأصل الطرق الدق‏,‏
ومنه سميت المطرقة التي يطرق بها‏,‏ وهذا هو الأصل‏,‏ ولكن استخدمت اللفظة
مجازا لتدل علي الطريق أي السبيل‏,‏ لأن السابلة تطرقها بأقدامها‏,‏ ثم
صارت اسما لسالك الطريق‏,‏ باعتبار أنه يطرقها بقدميه‏,‏ ولفظة الطريق
تذكر وتؤنث‏,‏ وجمعها أطرقة‏,‏ وطرق‏.‏
كذلك استخدم لفظ الطريقة بمعني الوسيلة أو الحالة‏.‏
واستخدم الطرق والمطروق للإشارة إلي ماء السماء الذي تطرقه الإبل بعد
سقوطه علي الأرض‏,‏ واستخدم لفظ الطارق علي سبيل المجاز للتعبير عن كل ما
جاء بليل‏,‏ فسمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه إلي طرق الأبواب المغلقة‏,‏
ثم اتسع هذا الاستعمال المجازي ليشمل كل ما ظهر بليل‏,‏ ثم زيد في توسيعه
حتي أطلق علي الصور الخيالية البادية لبعض الناس بالليل‏.‏
وطريقة القوم وطرائقهم أماثلهم وخيارهم‏,‏ والطرائق الفرق والطرق‏.‏
والطرق أيضا الضرب بالحصي‏,‏ وهو من الكهانة والتكهن‏,‏ والطراق هم المتكهنون‏,‏ والطوارق هن المتكهنات‏.‏

آراء المفسرين في الطارق النجم الثاقب
ذكر ابن كثير قول قتادة وغيره من متقدمي المفسرين‏(‏ يرحمهم الله جميعا‏)‏
مانصه‏:‏ إنما سمي النجم طارقا‏,‏ لأنه إنما يري بالليل‏,‏ ويختفي
بالنهار‏,‏ ويؤيده ما جاء بالحديث‏:(‏ إلا طارقا يطرق بخير يارحمن‏),‏
وأضاف قول ابن عباس‏(‏ رضي الله تبارك وتعالى عنهما‏(‏ في شرح الثاقب
بالمضيء‏,‏ وأشار إلي قول عكرمة‏(‏ رضي الله عنه‏):‏ هو مضيء ومحرق
للشيطان‏.‏
وذكر صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ أن هذا الوصف ينطبق علي جنس النجم‏,‏
ولا سبيل إلي تحديد نجم بذاته من هذا النص‏,‏ ولا ضرورة لهذا التحديد‏,‏
بل إن الإطلاق أولي ليكون المعني‏:‏ والسماء ونجومها الثاقبة للظلام‏,‏
النافذة من هذا الحجاب الذي يستر الأشياء‏...‏وذكر مخلوف‏(‏ يرحمه
الله‏):‏ أن‏...‏ المراد هنا النجم البادي بالليل‏,‏ وأضاف‏:(‏ النجم
الثاقب‏)‏ أي المضيء‏,‏ كأنه يثقب الظلام بنوره فينفذ فيه‏,‏ والمراد به
الجنس‏,‏ فإن لكل كوكب ضوءا ثاقبا‏,‏ أو هو معهود وهو الثريا‏,‏ أو النجم
الذي يقال له‏(‏ كوكب الصباح‏)...‏
ووافق كل من الصابوني‏(‏ أمد الله في عمره‏),‏ وأصحاب المنتخب في تفسير
القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏),‏ ما قال به ابن كثير‏(‏ يرحمه
الله‏),‏ علي الرغم من أن القسم واضح الدلالة علي نجم محدد بذاته‏,‏ وفيه
من التحديد والتخصيص ما لا يمكن تجاهله‏,‏ فلو كان الوصف بالطارق ينطبق
علي كل نجم‏,‏ ما خصص في هذه الآية الكريمة بهذا التحديد الدقيق‏,‏ ولما
أعطي اسما محددا الطارق‏,‏ ولا صفة محددة النجم الثاقب‏,‏ ولما ورد به
القسم مع السماء بهذه الصورة المفخمة‏,‏ ولما وجه السؤال إلي خاتم
الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ عقب
القسم مباشرة‏:‏ والسماء والطارق‏*‏ وما أدراك ما الطارق‏*‏
ولما أتي الجواب قاطعا‏,‏ حاسما من الله‏(‏ تعالى‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ النجم الثاقب‏*‏
والنجوم قد ورد ذكرها في القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة‏,‏ أربع منها
بالإفراد‏(‏ النجم‏),‏ وتسع بالجمع‏(‏ النجوم‏),‏ ولم يوصف أي منها
بالطارق النجم الثاقب‏,‏ إلا في هذه السورة المباركة التي نحن بصددها‏,‏
والتي حملت اسم الطارق تأكيدا أن الطارق نجم محدد بذاته‏,‏ ولكي نفهم
حقيقة هذا النجم الطارق الثاقب‏,‏ لابد لنا من التعرف علي أنواع النجوم‏,‏
لنجد ما يمكن أن ينطبق عليه هذا الوصف القرآني المحدد‏.‏

ماهية النجوم؟‏
النجوم هي مصابيح السماء الدنيا‏,‏ وهذه المصابيح السماوية عبارة عن أجرام
غازية في غالبيتها‏,‏ ضخمة الحجم‏,‏ ولكنها تبدو لنا ضئيلة لتعاظم أبعادها
عنا‏,‏ فأقرب النجوم إلينا وهي الشمس تبعد عنا بنحو مائة وخمسين مليون
كيلومتر‏(149,6‏ مليون كيلومتر‏)‏ وأقرب نجوم مجرتنا إلينا بعد الشمس
واسمه الأقرب القنطوري ‏(Proxima Centauri)
يقدر بعده عنا بأكثر من أربعة آلاف مليون مليون كيلومتر‏(4,3‏ من السنين
الضوئية‏),‏ ومن النجوم ما يبعد عنا بأكثر من عشرة بلايين من السنين
الضوئية‏.‏
والنجوم أجرام سماوية شديدة الحرارة‏,‏ ملتهبة‏,‏ مشتعلة‏,‏ ومضيئة
بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الإيدروجين‏,‏ ويليه في الكثرة غاز
الهيليوم‏,‏ والقليل من العناصر الأخري الأثقل وزنا‏,‏ وتحتوي مادة النجم
الغازية‏(‏ في أغلبها‏)‏ بعملية التجاذب الداخلي إلي مركز النجم الناتجة
عن دورانه حول محوره‏,‏ وتؤدي هذه العملية إلي اتحاد نوي ذرات الإيدروجين
مع بعضها البعض بالاندماج أو الانصهار النووي ‏(Nuclear Fusion)
وينطلق عن ذلك كميات هائلة من الطاقة علي هيئة عدد من الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي من أهمها الضوء والحرارة‏.‏
ويؤدي تسلسل عملية الاندماج النووي من عنصر إلي آخر‏,‏ إلي تكوين عناصر
أعلي في وزنها الذري باستمرار‏,‏ مما يؤدي بدوره إلي تعقيد كل من التركيب
الكيميائي والبناء الداخلي للنجم‏,‏ الذي يتقلص حجمه بالتدريج وتزداد
كثافته بطريقة مطردة‏,‏ وترتفع درجة حرارته باستمرار‏,‏ فيمر بذلك في عدد
من الأطوار المتتالية حتي نهاية حياته‏,‏ وتسمي هذه المراحل المتتالية
بدورة حياة النجم‏.‏

دورة حياة النجوم‏
خلقت النجوم ابتداء من الدخان الكوني‏,‏ الذي نشأ عن انفجار الجرم الأولي
للكون‏(‏ فتق الرتق‏),‏ ولا تزال النجوم تتخلق أمام أنظار الفلكيين من
دخان كل من السدم والمسافات بين النجمية وبين المجرية‏,‏ عبر مراحل
متتالية‏,‏ وذلك بواسطة عدد من الدوامات العاتية التي تعرف باسم دوامات
تركيز المادة
‏(Material Accretion Whorlsor Vertigos)
التي تعمل علي تكثيف المادة في داخل سحابات الدخان بفعل عملية التجاذب التثاقلي ‏(Gravitational Attraction)
فتؤدي إلي إحداث تصادمات متكررة بين جسيمات المادة ينتج عنها الارتفاع
التدريجي في درجة حرارتها حتي تصبح قادرة علي بث الأشعة تحت الحمراء فيولد
ما يسمي بالنجم الابتدائي ‏Pro-(or) Proto-Star

وتستمر جزيئات المادة في هذا النجم الأولي في التجمع والانجذاب أكثر نحو
المركز حتى تتجمع الكتلة اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي‏,‏ فتزداد
الاصطدامات بينها‏,‏ ويزداد الضغط إلي الدرجة التي تسمح ببدء التفاعلات
النووية الاندماجية بين نوي ذرات الإيدروجين‏,‏ فيتوهج النجم الأولي
وتنطلق منه الطاقة‏,‏ وينبثق الضوء المرئي‏,‏ وعند ذلك يكون النجم
الابتدائي قد وصل إلي طور النضج المسمي باسم نجوم النسق الرئيسي
‏(Main Sequence Stars)
ويستمر النجم في هذا الطور غالبية عمره‏(90%‏ من عمره‏),‏ حيث يتوقف
انكماش مادته نحو المركز بسبب الحرارة والضغط البالغين المتولدين في مركز
النجم‏.‏
وينتج عن استمرار التفاعلات النووية في داخل نجم النسق الرئيسي استهلاك
كميات كبيرة من غاز الإيدروجين الذي تحوله إلي الهيليوم‏,‏ وبالتدريج
تتخلق العناصر الأثقل من مثل الكربون‏,‏ والنيتروجين‏,‏ والأوكسجين‏,‏ وفي
مراحل لاحقة يتحول لب النجم إلي الحديد‏,‏ فتتوقف عملية الاندماج
النووي‏,‏ ويدخل النجم في مرحلة الاحتضار علي هيئة النموذج الأول لانفجار
المستعر الأعظم ‏(TypeI Supernova Explosion)
ينتهي به إلي دخان السماء عبر مراحل من العمالقة الحمر
‏(Red Giants)
ثم مرحلة النجوم الزرقاء شديدة الحرارة والمحاطة بهالة من الإيدروجين المتأين والمعروفة باسم السدم الكوكبية ‏(Planetary Nebulae)
ثم مرحلة الأقزام البيض ‏(White Dwarfs)
صورة بالاشعة السينية لسديم السرطان وبداخله نجم نيوترونى

إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم قليلة نسبيا‏(‏ في حدود كتلة الشمس
تقريبا‏),‏ أما اذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم عدة مرات قدر كتلة
الشمس‏,‏ فإنه يمر بمراحل من العمالقة العظام
‏(Supergiants)
ثم النموذج الثاني لانفجار المستعر الأعظم
‏(TypeII Supernova Explosion)‏
الذي تتبقي عنه النجوم النيوترونية
‏(Neutron Stars)
أو الثقوب السود
‏(Black Holes)
والتي أسميها باسم النجوم الخانسة الكانسة
‏(The Concealedor Hidden Sweeping Stars)
كما يصفها القرآن الكريم‏,‏ والتي تبتلع كل ما تمر به أو يصل إلي أفق حدثها ‏(Event Horizon)

من مختلف صور المادة والطاقة‏,‏ ثم ينتهي بها المطاف إلي دخان السماء عن
طريق تفككها وتبخر مادتها عالية الكثافة‏,‏ كما يعتقد غالبية الدارسين
لموضوعات الفيزياء الفلكية‏,‏ وإن كانوا لم يتمكنوا بعد من تحديد كيفية
حدوث ذلك‏,‏ ويري بعض الفلكيين أن أشباه النجوم ‏(Quasars)‏
مرشحة لتكون المرحلة الانتقالية من الثقوب السود إلي دخان السماء‏,‏ وهي
أجرام شاسعة البعد عنا‏,‏ ضعيفة الإضاءة‏(‏ ربما لبعدها الشاسع عنا‏),‏
منها ما يطلق أقوي الموجات الراديوية المعروفة في السماء الدنيا ويعرف
باسم أشباه النجوم الراديوية ‏(Quasi-Stellar Radio Sourcesor Quasars)
ومنها ما لا يصدر مثل تلك الموجات الراديوية ويعرف باسم أشباه النجوم غير الراديوية
‏(Radio-Quiet Quasi-Stellar Objectsor QSOs)‏
وغالبية نجوم السماء من النوع العادي‏,‏ أو ما يعرف باسم نجوم النسق الرئيسي ‏(Main Sequence Stars)
التي تمثل مرحلة نضج النجم وأوج شبابه‏,‏ وهي أطول مرحلة في حياة
النجوم‏,‏ حيث يمضي النجم‏90%‏ من عمره في هذه المرحلة‏,‏ التي تتميز
بتعادل دقيق بين قوي التجاذب إلي مركز النجم‏(‏ والناتجة عن دوران النجم
حول محوره‏),‏ وقوي دفع مادة النجم إلي الخارج‏(‏ نتيجة لتمدده بالحرارة
الشديدة الناتجة عن عملية الاندماج النووي في لبه‏),‏ ويبقي النجم في هذا
الطور حتي ينفذ وقوده من غاز الإيدروجين‏,‏ أو يكاد ينفد‏,‏ فيبدأ بالتوهج
الشديد حتي تصل شدة إضاءته إلي مليون مرة قدر شدة إضاءة الشمس‏,‏ ثم يبدأ
في الانكدار التدريجي حتي يطمس ضوؤه بالكامل‏,‏ ويختفي كلية عن الأنظار
علي هيئة النجم الخانس الكانس‏(‏ أو الثقب الأسود‏),‏ عبر عدد من مراحل
الانكدار‏.‏
ومن النجوم المنكدرة ما يعرف باسم السدم الكوكبية
‏(Planetary Nebulae) والأقزام البيض ‏(White Dwarfs) والنجوم النيوترونية ‏(Neutron Stars) ومنها النابض وغير النابض
‏Pulsating Neutron Stars (or Pulsars)and Non-pulsating Neutron Stars‏
وغيرها من صور انكدار النجوم‏,‏ وسبحان الذي أنزل من فوق سبع سماوات‏,‏
ومن قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق‏:‏ إذا الشمس كورت‏*‏ وإذا النجوم
انكدرت‏*‏ ‏(‏ التكوير‏:2).‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ فإذا النجوم طمست‏*‏
‏(‏المرسلات‏:8)‏

والآيات الثلاث من مظاهر الآخرة‏,‏ إلا أن من رحمة الله‏(‏ تعالى‏)‏
بنا‏,‏ أن يبقي لنا في سماء الدنيا من ظواهر انكدار النجوم وطمسها‏,‏ ما
يؤكد إمكانية حدوث ذلك في الآخرة بكيفيات ومعدلات مغايرة لكيفيات ومعدلات
الدنيا‏,‏ لأن الآخرة لها من السنن ما يغاير سنن الدنيا‏.‏

أحجام النجوم
تتفاوت النجوم في أحجامها تفاوتا كبيرا‏,‏ فمنها العماليق
العظام‏(Supergiants)التي تزيد أقطارها عن أربعمائة ضعف قطر الشمس‏(‏ أي
نحو خمسمائة وستين مليون كيلومتر‏),‏ ومنها الأقزام البيض ‏(White
Dwarfs)التي لا تتعدي أطوال أقطارها واحدا من مائة من طول قطر الشمس في
المتوسط‏(‏ أي لا تتعدي‏14000‏ كيلومتر‏),‏ ومنها النجوم النيوترونية
‏(Neutron Stars)التي لا يتعدي طول قطر الواحد منها ستة عشر كيلومترا‏,‏
ومنها النجوم الخانسة الكانسة‏(‏ أو ما يعرف باسم الثقوب السود‏)
(Concealedor Hidden Sweeping Stars (or Black Holes) التي يتضاءل فيها
قطر النجم إلي ما لا يستطيع العقل البشري أن يتصوره‏,‏ وهي صورة واقعية
راهنة تعيد إلي الأذهان نقطة البداية الأولي التي انفجرت فخلق الله تعالى
منها كل السماوات والأرض‏(‏ الرتق‏)‏ مع الفارق الشاسع بين النقطتين في
تناهي الحجم والكتلة‏,‏ وكم الطاقة ودرجة الحرارة وغير ذلك من الصفات‏,‏
ولكنها رحمة الله‏(‏ تعالى‏)‏ بنا‏,‏ أن يبقي لنا في صفحة السماء ما يمكن
أن يعين أصحاب البصائر علي تدبر الخلق الأول‏,‏ وعلي تصور إمكانية
إفنائه‏,‏ وإعادة خلقه من جديد‏,‏ وهي من القضايا التي طالما جادل فيها
الكافرون والمتشككون والمنكرون بغير علم ولا هدي ولا سلطان منير‏.‏

كثافة وكتل النجوم
كما تتفاوت النجوم في أحجامها‏,‏ فإنها تتفاوت في كل من كثافة مادتها
وكتلتها‏,‏ وبصورة عامة تقل كثافة النجم كلما زاد حجمه وبالعكس‏,‏ تزداد
كثافته كلما قل حجمه‏,‏ وقد لوحظ أن كثافة مادة النجوم تتفاوت بين واحد من
مائة من متوسط كثافة الشمس‏(‏ المقدرة بنحو‏1,41‏ جرام للسنتيمتر
المكعب‏)‏ في العماليق العظام ‏(Supergiants)
إلي طن واحد للسنتيمتر المكعب‏(610‏ جرام‏/‏سم‏3)‏ في الأقزام
البيض‏(White Dwarfs)الي بليون طن للسنتيمتر المكعب‏(1510‏ جرام‏/‏سم‏3)‏
في النجوم النيوترونية إلي أضعاف مضاعفة لتلك الكثافة في النجوم الخانسة
الكانسة‏(‏ الثقوب السود‏).‏
ويمكن تعيين كتل النجوم خاصة الثنائية والثلاثية منها‏,‏ إما بصريا أو
طيفيا بتطبيق قانون الجاذبية‏,‏ أو بتطبيق قوانين الازاحة الطيفية ‏(Red
Shift) (‏ انزياح أضواء النجوم إلي الطيف الأحمر‏),‏ وهناك علاقة بين كتلة
النجم ودرجة اضاءته‏(‏ في مرحلة نجوم النسق الرئيسي‏),‏ أي بين كتلة
المادة التي يحتويها النجم‏,‏ وبين كمية الطاقة المتولدة في جوفه‏,‏ فإذا
كان النجم في حالة اتزان بين قوي الجذب إلي مركزه وقوي الدفع إلي
الخارج‏(‏ أي لا يتمدد ولا ينكمش‏)‏ فإن جميع خواصه الفيزيائية تعتمد علي
كل من كتلته وتوزيع العناصر الكيميائية في مادته‏.‏
وتعتبر كثافة النجم دالة قوية علي مرحلة تطوره‏,‏ فكلما زادت كثافة
النجم‏,‏ كان أكبر عمرا وأقرب إلي نهايته من النجوم الأقل كثافة‏.‏

درجات حرارة النجوم

تتفاوت النجوم في درجة حرارة سطحها بين‏2300‏ درجة مطلقة في النجوم
الحمراء‏,‏و وأكثر من خمسين ألف درجة مطلقة في النجوم الزرقاء‏,‏ ويتم
قياس درجة حرارة سطح النجم بعدد من التقنيات التي منها قياسات لون
النجم‏,‏ لإن إشعاعه يخضع لقوانين إشعاع الجسم الأسود ‏(Black Body
Radiation) فإذا كانت درجة حرارة النجم منخفضة نسبيا‏,‏ مالت معظم
الإشعاعات التي يصدرها إلي اللون الأحمر‏,‏ وإذا كانت درجة حرارته عالية
مالت إشعاعاته إلي الزرقة‏,‏ وتسمي درجة الحرارة المقاسة باسم درجة حرارة
اللون‏(ColourTemperature)ومنها قياس شدة خطوط الامتصاص الطيفية لأشعة
النجم في مراحل مختلفة من التأين والإثارة وتسمي درجة الحرارة المقاسة
باسم درجة الحرارة الطيفية ‏(Spectral Temperature).‏
وتتفاوت النجوم أيضا في درجة حرارة جوفها بين عشرات الملايين في نجوم
النسق الرئيسي‏,‏ ومئات البلايين من الدرجات المطلقة في المستعرات وما
فوقها‏.‏

أقدار النجوم

هي مقاييس عددية تعبر عن درجة لمعان النجم‏,‏ وتقاس شدة الإضاءة الظاهرية
للنجم بكمية الضوء الواصل منه إلي نقطة معينة في وحدة من وحدات الزمن‏,‏
والقدر الظاهري للنجم قيمة عددية لوغاريتمية تعبر عن شدة إضاءته الظاهرية
بالنسبة لغيره من النجوم‏,‏ بمعني أن الأرقام الأقل تعبر عن درجة لمعان
أعلي‏,‏ ويعتمد القدر الظاهري للنجم علي كمية الطاقة المنطلقة منه في
الثانية‏(‏ القدر المطلق‏),‏ وعلي بعد النجم عنا‏,‏ ويمكن معرفة القدر
المطلق للنجم بمعرفة بعده عن الأرض‏,‏ ويبلغ مدي القدر النجمي المطلق
نحو‏27‏ درجة‏(‏ تتراوح بين‏-9‏ في أشدها لمعانا‏,‏ و‏+18‏ في أخفتها‏).‏
وتبلغ درجة لمعان الشمس‏(‏ قدرها المطلق‏)+5,‏ بينما يقترب ذلك من أقصي
قدر‏(-9)‏ في كل من العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام والمستعرات وما
فوقها‏,‏ حيث تبلغ شدة إضاءة النجم أكثر من مليون ضعف إضاءة الشمس‏,‏
وتتدني شدة الإضاءة الي واحد من ألف من شدة إضاءة الشمس في النجوم
المنكدرة من مثل الأقزام البيض‏,‏ والنجوم النيوترونية‏,‏ إلي الطمس
الكامل والإظلام التام في النجوم الخانسة الكانسة‏(‏ الثقوب السود‏)‏
وأشباهها من الأجرام المستترة في ظلمة الكون‏.‏

التغير في أقدار النجوم أو‏(‏ النجوم المتغيرة‏)‏

بالإضافة إلي التباين الشديد في درجة لمعان النجوم‏,‏ فإن بعض النجوم العادية ‏(Main Sequence Stars)
تتفاوت شدة إضاءة النجم الواحد منها من وقت إلي آخر‏,‏ عبر فترات زمنية
تطول أو تقصر‏,‏ وبشكل مفاجيء أو بصورة هادئة متدرجة‏,‏ لا تكاد أن
تدرك‏,‏ ولذلك عرفت باسم النجوم المتغيرة أو المتغيرات‏.‏

احتضار النجوم‏

يبدأ النجم العادي‏(‏ مرحلة النسق الرئيسي‏)‏ في الاحتضار‏,‏ بالتوهج الشديد علي هيئة عملاق أحمر ‏(Red Giant)
إذا كانت كتلته الابتدائية في حدود كتلة الشمس‏(‏ أو قريبة من ذلك‏),‏ أو علي هيئة عملاق أعظم ‏(Supergiant)
اذا فاقت كتلته الابتدائية كتلة الشمس بعدة مرات‏,‏ وينشأ في الحالة
الأولي نجم أزرق شديد الحرارة محاط بهالة من الإيدروجين المتأين‏(‏ أي
الحامل لشحنة كهربية‏),‏ ويعرف باسم السديم الكوكبي
‏(The Planetary Nebula)
الذي سرعان ما يتبرد وينكمش علي هيئة ما يعرف باسم القزم الأبيض‏,‏ وقد
تدب الروح في القزم الأبيض فيعاود الانفجار علي هيئة عملاق أحمر‏,‏ ثم
نخبو جذوته إلي قزم أبيض عدة مرات حتي ينتهي به العمر إلي الانفجار علي
هيئة مستعر أعظم من النمط الأول ‏(TypeI Supernova)



فتنتهي مادته وطاقته إلي دخان السماء لتدخل في دورة ميلاد نجم جديد‏.‏
وفي حالة النجوم فائقة الكتلة‏,‏ ينفجر نجم النسق الرئيسي علي هيئة عملاق
أعظم‏,‏ الذي يعاود الانفجار علي هيئة مستعر أعظم من النمط الثاني‏,‏
عائدا إلي دخان السماء عودة جزئية‏,‏ ومكدسا جزءا كبيرا من كتلته علي هيئة
نجم نيوتروني أو ثقب أسود‏(‏ نجم خانس كانس‏),‏ إما مباشرة أو عبر مرحلة
النجم النيوتروني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏.‏
والمراحل المتأخرة من حياة النجوم مثل النجوم الزرقاء الحارة‏,‏ والنجوم
النيوترونية‏,‏ والنجوم الخانسة الكانسة‏(‏ الثقوب السود‏),‏ وأشباه
النجوم ترسل بوابل من الأشعة والجسيمات الكونية‏,‏ أو بأحزمة متصلة من
الأشعة السينية أو الأشعة الراديوية عبر السماء الدنيا‏,‏ فتفقد من كتلتها
باستمرار إلي دخان السماء‏.‏
ومن أهم هذه المراحل المتأخرة في حياة النجوم ما يعرف باسم النجوم
النيوترونية النابضة أو النوابض‏,‏ وهي نجوم نيوترونية شديدة التضاغط ترسل
بنبضات منتظمة من الأشعة الراديوية المتسارعة في كل جزء من الثانية‏,‏ أو
في كل عدد قليل من الثواني‏,‏ وقد يصل عدد النبضات الي ثلاثين نبضة في
الثانية‏,‏ ويعتمد عدد النبضات علي سرعة دوران النجم حول محوره‏,‏ حيث أنه
من المعتقد أن كل دورة كاملة للنجم حول محوره تصاحبها نبضة من نبضات
الموجات الراديوية التي تسجلها المقربات‏(‏ التليسكوبات‏)‏ الراديوية
بوضوح تام‏.‏

كيفية تكون النجوم النيوترونية

يعتبر انفجار العماليق العظام علي هيئة مستعر أعظم من النمط الثاني‏,‏
واحدا من أعظم الانفجارات الكونية المروعة‏,‏ التي تؤدي إلي تدمير النجم
وإلي تدمير كل ما يدور في فلكه أو يقع في طريق انفجاره من أجرام سماوية في
زمن قياسي‏,‏ وذلك بتكون تيارات حمل عنيفة في داخل النجم تدفع بواسطة وابل
غزير من النيوترينوات
‏Neutrino-Driven Convection Currents
فتقوم بتكوين دوامات متفاوتة في أحجامها‏,‏ وفي شدة دورانها‏,‏ يؤدي
تصادمها إلي مزيد من تفجير النجم‏,‏ وتندفع ألسنة اللهب بعنف شديد من داخل
النجم إلي خارجه علي هيئة أصابع عملاقة ملتوية ومتكسرة‏,‏ وتظل طاقة
النيوترينو تضخ في داخل النجم المتفجر لمسافة آلاف الكيلومترات في
العمق‏,‏ مما يؤدي إلي تكرار عمليات الانفجار مرات عديدة حتي تخبو فتنطلق
رياح عاتية مندفعة بتيار النيوترينو من نجم ذي كثافة فائقة قد تكون داخل
حطام النجم المنفجر‏,‏ ويعرف هذا النجم الوليد باسم النجم النيوتروني
الابتدائي‏,‏ والذي سرعان ما يتحول الي نجم نيوتروني عادي الحجم بجاذبية
قليلة نسبيا‏,‏ ثم الي نجم نيوتروني شديد التضاغط بجاذبية عالية جدا‏,‏
وهو نجم ضئيل الحجم جدا‏,‏ سريع الدوران حول محوره مطلقا كمية هائلة من
الأشعة الراديوية‏,‏ ولذا يعرف باسم النابض الراديوي‏(RadioPulsar)‏
وباقي نواتج الانفجار تقذف إلي صفحة السماء علي هيئة موجات لافحة من الكتل
الغازية الملتهبة‏,‏ تعرف باسم فضلات انفجار المستعرات العظمي‏,‏ وهذه
الفضلات الدخانية قد تدور في مدارات حول نجوم أخري لتتخلق منها أجرام تتبع
تلك النجوم‏,‏ أو قد تنتهي إلي المادة بين النجوم لتشارك في ميلاد نجوم
جديدة‏.‏
ومن رحمة الله بنا أن مثل هذه الانفجارات النجمية المروعة والمدمرة والمعروفة باسم انفجار المستعر الأعظم‏ Supernova Explosion
قد أصبحت قليلة جدا بعد أن كانت نشطة في بدء الخلق كما تدل آثارها الباقية
في صفحة السماء‏,‏ فلا يتعدي وقوعها اليوم مرة واحدة كل عدة قرون‏,‏ فحتي
سنة‏1987‏ م لم يعرف الفلكيون سوي ثلاث حالات فقط مسجلة في التاريخ
المدون‏,‏ وقعت إحداها في سنة‏1054‏ م‏,‏ وخلفت من ورائها نجما نيوترونيا
نابضا في سديم السرطان ‏(Crab Nebula)
الذي يبعد عنا بنحو ألف فرسخ فلكي‏(3,300‏ سنة ضوئية‏)‏ ويدور هذا النابض
حول محوره ثلاثين مرة في كل ثانية مطلقا إشعاعا دوارا من الأشعة السينية‏.‏
وسجلت الثانية في سنة‏1604‏ م في مجرتنا‏(‏ درب اللبانة‏),‏ ولاتزال آثار
هذا الانفجار باقية علي هيئة دوامات شديدة من الموجات الصدمية
‏(Shock Waves)
التي يمكن رصدها‏,‏ ووقعت الثالثة في‏1987/2/24‏ م في سحب ماجيلان الكبيرة ‏(The Large Magellanic Clouds)‏
وهي إحدي المجرات المجاورة لمجرتنا‏.‏
والانفجار الواحد من هذه الانفجارات العظمي‏,‏ تفوق شدته الطاقة المنطلقة
من جميع النجوم في مجرة كاملة‏,‏ ويكون الضوء المصاحب له أشد لمعانا من
ضوء المجرة بالكامل‏,‏ ويتبقي عنه نفثات كونية من أشعة جاما
‏(Cosmological Gamma Ray Bursts)‏ يطلق عليها اسم المرددات الدقيقة لأشعة
جاما‏ .(Soft Gamma Ray Repeatersor SGRs)‏
التي تصدر انبثاقات هائلة من الأشعة السينية لتختفي ثم تظهر من جديد بعد
عدة شهور‏,‏ أو عدة سنوات حسب بعدها عنا‏,‏ والنفثة الواحدة التي ينفثها
واحد من تلك المرددات في ثانية واحدة تساوي كل ما تنفثه الشمس من الأشعة
السينية في سنة كاملة من سنينا‏.‏
وفي سنة‏1992‏ م تمكن الفلكيون من اثبات أن مرددات الأشعة السينية تلك‏,‏ ما هي إلا نجوم نيوترونية شديدة المغنطة
‏(Super Magnetized Neutron Stars)‏
أطلقوا عليها اسم الممغنطات ‏(Magnetars)‏
وأثبتوا لها حقلا مغناطيسيا فائق الشدة‏,‏ تفوق شدته شدة جاذبية الحقل
المغناطيسي للأرض بأكثر من ألف وخمسمائة مليون مليون مرة‏(1667‏ مليون
مليون مرة‏),‏ وللشمس بنحو الألف مليون مليون مرة‏,‏ وهذه الممغنطات هي
نجوم نيوترونية نابضة ‏(Pulsating Neutron Starsor Pulsars)
تدور حول محورها بسرعات فائقة مطلقة الأشعة السينية بكميات غزيرة‏.‏

ما هو الطارق النجم الثاقب؟

ينطبق الوصف القرآني‏'‏ بالطارق النجم الثاقب‏'‏ علي مصادر الإشعاع
الراديوي المميز بالسماء الدنيا ومن أهمها النجوم النيوترونية شديدة
التضاغط ‏(Theultra-compact Neutronstars) والمعروفة باسم النجوم النابضة
‏(Pulsating Stars) أو النابضات أو النوابض ‏(Pulsars) وهي نجوم ذات كثافة
وجاذبية فائقة وحجم صغير‏,‏ ولذا فإنها تدور حول محورها بسرعات فائقة
مطلقة كميات هائلة من الموجات الراديوية ولذا تعرف باسم النوابض الراديوية
‏(Radio Pulsars)
لأنها ترسل نبضات منتظمة من الأشعة الراديوية في كل جزء من الثانية أو في
كل عدد قليل من الثواني حسب حجمها‏,‏ وسرعة دورانها حول محورها‏,‏ وقد يصل
عدد نبضات تلك النجوم إلي ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة‏,‏ ويعتقد أن
النابض الراديوي يطلق نبضة واحدة من الموجات الراديوية في كل دورة كاملة
حول محوره‏,‏ وتسجل المقربات‏(‏ التليسكوبات‏)‏ الراديوية تلك النبضات
بدقة فائقة‏.‏
ومن رحمة الله بنا أن أقرب النوابض الراديوية إلينا يبعد عنا بمسافة خمسة
آلاف من السنين الضوئية‏,‏ و إلا لكان لنبضاتها المتسارعة أثر مدمر للحياة
علي الأرض‏.‏
ومن مصادر الإشعاع الراديوي المتميز أيضا أشباه النحوم ‏(Quasars)
وهي أجرام سماوية شديدة البعد عنا‏,‏ ضعيفة الإضاءة‏(‏ ربما لبعدها البالغ
عنا‏),‏ ومنها مايطلق أقوي الموجات الراديوية المعروفة في السماء
الدنيا‏,‏ ولذا تعرف باسم أشباه النجوم المصدرة للموجات الراديوية ‏(Radio
Sources Quasars)‏ تمييزا لها عن غيرها من أشباه النجوم التي لاتصدر موجات
راديوية ‏(Radio-Quiet Quasi-Stellarobjects (QSOs) وعلي الرغم من بعدها
الشاسع عنا فإن أشباه النجوم تتباعد عنا بسرعات فائقة‏,‏ وتعتبر أبعد ما
قد تم رصده من أجرام السماء بالنسبة لنا‏,‏ وتبدو وكأنها علي أطراف السماء
الدنيا تطرق أبوابها لتوصل إشاراتها الراديوية إلينا‏.‏
وأشباه النجوم في حالة من حالات المادة الخاصة غير المعروفة لنا‏,‏ وتقدر
كتلة شبيه النجم بنحو مائة مليون ضعف كتلة الشمس‏,‏ وهو قليل الكثافة جدا
إذ تقدر كثافته بحدود واحد من ألف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر
المكعب‏(1510/1‏ جم‏/‏سم‏3),‏ وتقدر الطاقة الناتجة عنه بمائة مليون مليون
مرة قدر طاقة الشمس‏,‏ وقد تم الكشف عن حوالي ألف وخمسمائة من أشباه
النجوم علي أطراف الجزء المدرك من الكون‏,‏ ويتوقع الفلكيون وجود آلاف
أخري منها لم تكتشف بعد‏.‏
وكلتا المرحلتين من مراحل حياة النجوم‏:‏

النوابض الراديوية ‏(Radio Pulsars)‏ وأشباه النجوم الراديوية
‏(Radio Quasars) يعتبر من أهم المصادر الراديوية ‏(Radio Sources) في
السماء الدنيا‏,‏ وكلتاهما من مراحل احتضار النجوم وانكدارها التي تسبق
الطمس والخنوس‏,‏ كما في حالة النوابض‏,‏ أو من مراحل التحول إلي دخان
السماء اللاحقة علي مرحلة الخنوس كما في حالة أشباه النجوم‏.‏
ولعل هذه المراحل الراديوية المتميزة في ختام حياة النجوم هي المقصودة
بالوصف القرآني الطارق النجم الثاقب لأنها تطرق صفحة السماء وتثقب صمتها
بنبضاتها السريعة التردد‏,‏ وموجاتها الراديوية الخاطفة‏,‏ والله تعالى
أعلم‏.‏
وإن في سبق القرآن الكريم بالإشارة إلي تلك المراحل من حياة النجوم والتي
لم يعرفها الإنسان إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين لهو من
الشهادات الناطقة بربانية القرآن الكريم‏,‏ وبنبوة خاتم الأنبياء
والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين‏),‏ الذي
تلقي هذا الوحي الخاتم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بهذه الدقة العلمية
المبهرة في مجتمع لم يكن له من العلم أي نصيب‏.‏
وبعد هذا القسم بالسماء والطارق يأتي جواب القسم‏:‏
إن كل نفس لما عليها حافظ ‏(‏ الطارق‏:4)‏
أي أن كل نفس عليها من الله‏(‏ تعالى‏)‏ حافظ موكل بها من الملائكة‏,‏
يحفظها بأمر الله‏,‏ ويحفظ عنها بأمر الله كذلك‏,‏ في مراقبة دائمة‏,‏
فكما يصلنا طرق النوابض وأشباه النجوم عبر بلايين السنين الضوئية تعرج
أعمالنا لحظة بلحظة إلي الله‏(‏ تعالى‏)‏ علام الغيوب الذي لا تخفي عليه
خافية في الأرض ولا في السماء‏!!‏
ثم أتبع تعالى ذلك بدعوة الإنسان‏(‏ في نفس السورة‏)‏ إلي النظر في نشأته
الأولي كي يعلم أن خالقه قادر علي إعادة بعثه‏,‏ وعلي محاسبته وجزائه‏,‏
فيجتهد في عمل الخير حتى يجد ما ينجيه في الآخرة‏,‏ حيث إن الأمر ليس
بالهزل‏,‏ ولذلك يختتم السورة الكريمة بعدد من الآيات الكونية الأخرى
وبقوله تعالى‏:‏ إنه لقول فصل‏*‏ وما هو بالهزل‏*‏
ثم بإنذار ووعيد للكافرين بالله والمشركين به والمتمردين علي أوامره‏(‏ تعالى‏)‏ بهذا الجزم الآلهي القاطع‏:‏
‏(‏ إنهم يكيدون كيدا‏*‏ وأكيد كيدا‏*‏ فمهل الكافرين أمهلهم رويدا‏*)‏‏(‏ الطارق‏:17‏ ـ‏19)‏.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alfouad.ahlamontada.com
 
السمــاء والطـارق النجم الثلقب!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`•._.• { ملتقى الفؤاد الاسلامى } •._.•´¯) :: الملتقى الثقافى :: ثــقــــافــــــه بلا حدود :: منتدى علوم الفضاء-
انتقل الى: