نُـقـطــةُ الـبِـدايـة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...

أخواتي....
إن
موضوع الثبات - وخصوصا بعد شهر رمضان - موضوع مهم للغاية، كيف لا وقد كان
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على
دينك).
إن من سنن الله في الكون أن "لكل غاية وسيلة وسبب" فمن أرادت الثبات فعليها أن تسلك السبل الموصلة له وتجتهد في ذلك،
وهذا هو موضوعنا هنا.
إن للثبات وسائل كثيرة ، أذكرها هنا بما يفتح الله علي :
أولا : الدعاء
وهو
من أهم وسائل الثبات وأعظمها تأثيرا، ولنا في رسول الله صلى الله عليه
وسلم - والأنبياء من قبله - أسوة في ذلك ، فقد كان من دعاء النبي كما ذكرت
:( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
ثانيا: الإستعانة بالله
واعلمي أن الثبات على دين الله ليس بجهدك ولا بعملك إنما هو بتوفيق الله ، فاستعيني به واعتمدي عليه .

ثالثا: الصدق مع الله وإخلاص النية له
فمتى صلحت نيتك ،وكنت مخلصة لله، راجية لثوابه وخائفة من عقابه ،
وفقك وأعانك ويسر عليك أمر الثبات على الطاعة.
رابعا: الجهاد
وأقصد بالجهاد هنا جهاد الشيطان والنفس والهوى .
إن النفس البشرية جبلت على حب الراحة والكسل ،ولله في ذلك حكمة بالغة ، فلو كان الطريق إلى الله ممهدا،مفروشا
بالورود
لفاتت حكمة الابتلاء والاختبار (ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون* ولقد فتنا اللذين من قبلهم فليعلمن الله اللذين صدقوا
وليعلمن الكاذبين) سورة العنكبوت الآيات 1 و2 و 3.
لاحظنا
جميعا في رمضان اقبال النفس على الطاعة وسهولة جهادها وقيادتها مما لا يكون في غيره من أيام السنة ،
وهذا مما يستلزم علينا جهادا مضاعفا ومحاسبة دائمة للنفس.
خامسا:
فلتكن بدايةجهادنا من الصلاة ، فإنها إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل
وهي منهاة عن الفحشاء والمنكر،(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت 45
فإذا
كانت تنهانا عن الفحشاء والمنكر فهي بالمقابل تعيننا على طاعة الله وعلى
الثبات ، لقوله تعالى:(واستعينوا بالصبر والصلاة) سورة البقرة آية45
ويجب أن لا تكون الصلاة مقتصرة على الفرائض دون النوافل، بل إن الحفاظ على النوافل من أعظم أسباب الثبات وخاصة قيام الليل.
سادسا: مما يعين على الثبات على الطاعة بعد رمضان صيام الست من شوال ، فإن الحسنة تقول اختي أختي.
كما أن السيئة تقول أختي أختي ، فمن غفلت وعصت الله بعد رمضان نقول لها : أتبعي السيئة بالحسنة تمحها،و بإذن الله ستجر الحسنة حسنات.
سابعا: البعد عن المعاصي ، صغيرها وكبيرها فكما ذكرت فالسيئة تقول اختي أختي ، والجبال من الحصى.....
خل الذنوب كبيرها وصغيرها ، ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر مايرى
لاتحقرن صغيرة ، إن الجبال من الحصى
وليس منا من لا تذنب ، إنما علينا التوبة والاستغفار فور وقوع الذنب .
ثامنا: كثرة ذكر الله فإنها مما يثبت القلب( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)العنكبوت آية 45
تاسعا: تذكر أحوال السلف ، حيث كانت أيامهم كلها رمضان .
عاشرا: دائما تذكري الموت وسكراته ، وحالنا في القبور، واحذري من الغفلة بل اجعلي الله والدار الآخرة نصب عينيك دائما .
تذكري الجنة ونعيمها ،والنار وعذابها ، واعلمي أنك مازلتي في زمان مهلة ، فإن هذا مما يعينك على الثبات بعد رمضان.

هذا ماتيسر إيراده وأسأل الله أن ينفع به ويجعله خالصا لوجهه الكريم.