ســرب مـن الـطـيــر

،، ســرب مـن الطـيـر ،،

مـر سـرب من الطـيـور أمـامي وأنا عـلى هـذا المكان المـرتـفع بـعـض الشئ

وسـط مـمـر صـخـري تـحـيط به مجـموعـتـان من الصـخـور والأعـشاب

يـمـيـنـاً وشـمالاً لـتـواريان ما خـلفـهـما من البـشـر وباقي الكائنات ،

مـر ذلك السرب سريعـاً .. ثم .. اخـتـفى ،

اخـتـفى لـتـبـقى بالذهـن صـورة خـطرت ببالي رسمها ذلك المنظر الجماعي الرائع

لـيـبث في النفـس شـعـوراً جميلاً تـتـمناه وترجوه ، ألا وهـو :

اجـتـماع الصـفـوف والسير في دروب الحياة سيراً للجـماعـة بـقـلب الواحـد .

ذلك السـير الذي يسـتـمد طريقـه من إلهه وخـالقـه ،

فـلا يـسـتطيع أحـد أن يـغـير دربه لأنـه .. درب سـلـيم ،

مرسوم من رب الأرض والسماء ،

ولا يـحـيد واحـد من الجـماعـة عـن الصـف لأنـهم جـميـعـا يـحـملون قـلوباً

شـاكـرة ، وألـسـنـاً ذا كـرة ،

وأيـدٍ متـصـافـحـة تـصـافـح المـتـحـابـيـن الذيـن يـحـملون لأنـفـسـهم

التـسـامـح ..

والتـواد ..

والـقـوة ..

ضـد كل يـد آثـمـة تـريد قـطـع الطـريـق وتـمـزيـق الصـف ،

شـعـارهـم قـول ربـهـم :

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)

ألا إنـهـا أمـنـيـة .. وإنـه لـرجـاء .. ودعـاء أرفـعـه لـمـن يـعـلم مـكاني

هـنا وأيـنـما كـنـت ، ويـنـزل هـذه القـطرات

مـن الغـيـث عـلى أوراقـي وكـلماتي ،

وأسـألـه أن يـمـن عـلـيـنـا بـهـذه الـجـمـاعـة الـمـتـمـيـزة ،

إنـه لـطـيف لما يشـاء وهـوعـلى كل شئ قـديـر .

ميرسى