المدير العام مـديــــرعــام المنتــدى
عدد المساهمات : 1368 تاريخ التسجيل : 26/03/2008 العمر : 43 الجنسيه : Egypt العمل او الوظيفه : Egyptian Intelligence Service النقاط : 201493 دعاء المنتدى :
| موضوع: خطاب الرئيس محمد حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة الأحد 03 مايو 2009, 9:49 pm | |
|
|
| الجمعة, أغسطس 10, 1990
خطاب الرئيس محمد حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
نفتتح مؤتمر القمة غير العادي الذي يعقد للنظر في التطورات الخطيرة التي يشهدها العالم العربي بغرض تطويق الازمة الحالية والتي تهدد أمن وسلامة المنطقة ومحاولة ايجاد حل لها يستند الي الشرعية الدولية والي مبادئ وميثاق جامعة الدول العربية وأستأذنكم في إلقاء كلمتي في بداية هذا المؤتمر .
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الاقطار العربية الشقيقة
اسمحوا لي ان ارحب بكم ايها الأخوة في بلدكم الثاني مصر وان اعبر لكم عن خالص الامتنان والتقدير لاستجابتكم الجماعية والتلقائية لدعوتنا لعقد هذا المؤتمر الطارئ بالقاهرة لبحث قضية هامة عاجلة تشغل اذهان شعوبنا في الوطن العربي علي امتداده وتسبب كثيرا من الضيق والقلق لمعظم شعوب العالم التي تتطلع الي الأمة العربية في هذه اللحظات الحرجة في محاولة للتعرف علي حقيقة ما يدور علي أرضها والتساؤل عما ستفعله للخروج من المأزق الذي وضعت فيه بعد الاحداث الأخيرة ان خطبا جللا قد وقع علي أرضنا في الايام الماضية وقد حدث علي نحو مفاجئ وبصورة لم تشهدها أمتنا العربية في تاريخها القديم أو الحديث ويخالف توقعات الجماهير العربية في المشرق والمغرب فكان طبيعيا ان تكون له انعكاساته واصداؤه المدوية في كل بقاع العالم وان تكون له مخاطره الجسيمة بالنسبة لنا جميعا ومن ثم فان المسئولية تنعقد علينا فرديا وجماعيا للتصدي لهذه المخاطر .
وأود ان اقرر في بداية كلمتي ان هذا المؤتمر لم يقصد به ولن يكون ساحة لاحراج القطر العراقي الشقيق وتوجيه الاتهامات له بصورة أو بأخري أو النيل من دوره واعتباره فنحن جميعا نعتز بالعراق وشعبه ونعتز بدوره كرافد من روافد القدرة العربية عبر تاريخ امتنا الطويل .. اننا جميعا حريصون علي العراق بكل ما يمثله الشعب الحضارة القدرة .. الدور .. وليس منا من يقبل التفريط في أي عنصر من هذه العناصر الاساسية في البنيان العربي .. ويعلم الله ان هذا الحرص علي العراق ومنجزاته وقيادته كان هو السبب الذي دفعنا جميعا الي التسابق من أجل احتواء الازمة التي صارت بسبب خلافات بين العراق ودولة الكويت الشقيقتين والتي تحتل في قلوبنا جميعا مكانة لا تختلف عن مكانة الآخر ولذا فنحن لا ننحاز لطرف علي حساب الآخر لان مفهوم الامة لدينا يستلزم ان نسلم أولا وقبل كل شئ بان جميع الاقطار العربية تحتل نفس الموقع في الاطار العربي العام وانها تشكل حلقات متكافئة في منظومة الاسرة العربية بصرف النظر عما تملكه من عناصر القوة البشرية أو المادية أو العسكرية لان القوة هي قوة العرب جميعا وليست قوة طرف أو آخر أو قوة دولة علي حساب دولة أخري وبغير هذا لا ينبغي لها ان تستخدم تعبير الامة العربية .
ايها الأخوة الاعزاء
لسنا بحاجة الي الخوض في تفاصيل الاحداث التي وقعت في الشهر الماضي والايام التي انقضت من هذا الشهر فتلك وقائع نعرفها جميعا وندرك ابعادها ونتائجها كما اننا نعلم علم اليقين انها أصبحت تستأثر بأهتمام العالم بشرقه وغربه وشماله وجنوبه وتفتح الباب لمضاعفات خطيرة لن تتوقف عند حدود بلد عربي معين أو تفرق بين نظام وآخر بل انها سوف تجرف الجميع وتعصف بأمنهم واستقرارهم في الحاضر والمستقبل وتحول المنجزات التي حققوها الي هباء تذروه الرياح ويذهب سدي ويكفي في هذه العجالة ان اشير الي نقاط معينة اراها ضرورية وحيوية للخروج من هذا المأزق .
أولا : ان الخيار أمامنا واضح بين عمل عربي فعال يصون المصالح العليا للأمة العربية ويحفظ لنا العراق والكويت معا علي اساس المبادئ التي ارتضيناها فيصلا بين المتاح والمحرم وبين الحق والباطل وإما تدخل خارجي لاقول لنا فيه ولاسيطرة لنا عليه ولا يمكن ان يكون المحرك اليه هو الحفاظ علي كيان العرب وحقوقهم بل انه سوف يسترشد بالضرورة باهداف القوي التي تضطلع به وتسانده وبعبارة أخري فليس من البدائل المطروحة أو المقبولة ان يبقي الوضع علي ما هو عليه لانه وضع مختل متفجر يتفاقم كل يوم من سئ الي اسوأ ويحمل بين ثناياه مخاطر جمة لنا جميعا .
ثانيا : ان المظلة العربية للخروج من هذا المأزق تمثل الخيار المأمون والمضمون الذي التزمنا جميعا بقبوله يوم وقعنا ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك والبديل الذ ي كرسناه في العرف العربي والممارسة المتصلة قرابة نصف قرن وكانت فترة مشحونة مليئة بالمنازعات التي افرزتها عوامل متشابكة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحصول الاقطار العربية علي استقلالها والاختلاف في الرؤية في كثير من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
ثالثا : انه اذا كان هدف الوحدة العربية هدفا عزيزا غاليا علينا جميعا فانه لابد ان نضع له اطاره السليم وآلياته ووسائل تحقيقه بالتدريج الذي يأخذ الامر الواقع بعين الاعتبار والالتزام بتوفر عنصر التراضي لدي كافة الاطراف فلم يعد من الجائز أن تتحق الوحدة بقوة السلاح كما كان يحدث في الازمان الغابرة كما انه ليس من الجائز ان تفرض علي شعب بعينه لاعتبارات تاريخية أو جغرافية أو اقتصادية معينة أو تحت ضغط أو إكراه .
رابعا : ان مبدأ اللجوء الي القوة داخل الاسرة العربية هو مبدأ مرفوض بالنظر الي الخطورة التي يمثلها النظام العربي كله فهو يلغي تماما مفهوم التضامن العربي ويضرب في مقتل فكرة وحدة المصلحة والمصير ويدفع العربي مرغما الي التفكير في أخيه العربي علي اساس انه قد يشكل خطرا عليه وعلي أمنه ومصالحه وتلك هواجس كفيلة بنسف الاساس الذي يقوم عليه كيان الامة الواحدة ويتصل بهذا المبدأ قضية الشئون الداخلية للدول العربية لان هذا التدخل كان من الأساليب التي تلجأ اليها القوي الكبري عند تعاملها مع الدول الصغيرة لتعصف بسيادتها وتهيمن علي شئونها . ولهذا فقد عني ميثاق الامم المتحدة الذي وضع في اعقاب الحرب العالمية الثانية بابراز اهمية هذا الالتزام ويحضرنا في هذا المقام ان الاخ الرئيس صدام حسين قد عني عناية خاصة بهذا التحريم باستخدام القوة بين الاقطار العربية فنراه يحرص علي اصدار اعلان قومي في الثامن من فبراير 1980 نص في مادته الثانية علي ما يلي بالحرف الواحد :
تحريم اللجوء الي القوات المسلحة من قبل اية دولة عربية ضد اية دولة عربية أخري وفض اي منازعات يمكن ان تنشأ بين الدول العربية بالوسائل السلمية وفي ظل مبادئ العمل القومي المشترك والمصلحة العربية العليا وقد كرر هذا الالتزام علي لسان الاخ الرئيس في مناسبات عديدة بصورة تثبت انه يشكل حجر الزاوية في فكر القيادة العراقية ومنهجها .
خامسا : ان مبدأ الاستيلاء علي الارض بالقوة يشكل تهديدا جسيما للأمة العربية بالذات واضرارا بقضاياها الاساسية واضعافا للحجج التي تسوقها في المحافل الدولية وهي تسعي لحماية حقوقها ومصالحها ولسنا في حاجة الي تحديد هذه الاضرار فهي معروفة لنا جميعا وبكل تفاصيلها .
سادسا : ان مفهوم الأمن القومي العربي هو موضوع في غاية الاهمية لان الامن هو اساس الوجود وهو الشرط الاساسي الذي لاغني عنه للبقاء والتطور والتقدم والعنصر الذي يجعل الانسان قادرا علي الانجاز والابداع وقد بذلت محاولات عديدة للتوصل الي رؤية مشتركة للأمن القومي العربي نتفق عليها ونتبناها ونلتزم بها وقد تطرقنا الي هذا الموضوع في كثير من مداولاتنا في مؤتمر قمة الرباط في العام الماضي ومؤتمر قمة بغداد الأخير ولازال هناك الكثير الذي يمكن اضافته حتي تتبلور تلك الرؤية المتكاملة مستوحاة من المواثيق التي وقعناها ومن ايماننا بالعلاقة المصيرية التي تربطنا وتعريفنا للأخطار التي تواجهنا .
وعندما نتوصل الي صياغة هذا المفهوم الموحد للأمن العربي فانه يكون طبيعيا عندئذ ان نتفق علي اقتسام المسئولية والتبعات كل في حدود قدرته وطاقته طالما اننا سوف نكتسب المكاسب الناجمة عن اقامة نظام منيع للأمن القومي العربي .. يحمي مصالحنا ويذود عن ديارنا ومقدساتنا .
سابعا : اننا يجب ان نولي اهتماما خاصا بأمن جميع الاقطار العربية في الخليج وتعزيز شعور ابنائها بالامان والاستقرار فمن المقطوع به ان الاحداث الاخيرة قد عصفت باحساسهم بالامن والطمأنينة وبدلت رؤيتهم للاخطار المحدقة بهم ومصادرها ولطبيعة العلاقات بين الاقطار الخليجية والبلدان المجاورة .
وأحب ان يطمئن اشقاؤنا في كل دول الخليج الي اننا ملتزمون بالوقوف معهم بحزم وصرامة في سعيهم المشروع لتعزيز امنهم واستقرارهم والذود عن حقوقهم ومصالحهم عسي ان يكونوا علي اقتناع تام بان مظلة الحماية العربية هي الاقدر والافضل لنا جميعا وانه ليس هناك في الحقيقة والواقع بديل عنها او منافس لها .
ثامنا : اننا لا نستطيع ان نفكر ونتحرك بمعزل عما يدور حولنا في عالم اليوم أو نتحدث بلغة لا تتفق مع مفاهيم العصر الذي يشهد تغيرات جذرية عميقة من ساعة الي اخري لان الحركة السياسية في اي من المناطق الاقليمية لا يمكن ان تنفصل عن الحركة العالمية الاشمل ولذلك فان علينا ان نهتدي عند تحديد المباح والمحرم ورؤية المجتمع الدولي والقيم التي يرفعها وفي مقدمتها نبذ استخدام القوة ورفض العدوان واحترام حقوق الانسان والإلتزام بالشرعية .
تاسعا : ان العالم بأسره يتجه الينا بأبصاره بين صديق يتمني ان نتغلب علي احزاننا ونقضي علي الفتنة قبل ان تستفحل ويستشري خطرها وحاسد يتشفي في ابناء الاسرة الواحدة الذين انقلبوا علي انفسهم وتورطوا في اقتتال لا يمكن ان يسفر عن غالب ومغلوب أو منتصر ومهزوم فكلنا خاسرون في مصالحنا وامننا وهيبتنا لدي سائر الامم والشعوب .
عاشرا : ان الطريق معبد للتوصل الي اتفاق حول النقاط الرئيسية التي تؤدي الي الخروج من هذا المأزق فاذا خلصت النوايا وصحت العزائم فان لدينا من الصيغ ما يتيح لنا ان نضع حدا لهذه الازمة خلال ايام معدودة ولنا في القرار الذي اصدره مجلس الجامعة العربية في الثالث من هذا الشهر بداية نستطيع ان نبني عليها ونضيف اليها .
والمهم في كل هذا ان يكون واضحا انه لاحل للأزمة ولاخروج من المأزق الا بأنسحاب القوات العراقية من ارض الكويت وترك شئون الكويت الداخلية لشعبه دون معقب عليه او رقيب واحترام الوضع الشرعي للحكومة كما كان قائما قبل وقوع الغزو العراقي كما هو معترف به من العالم اجمع والغاء كافة القرارات والاجراءات التي صدرت علي خلاف ذلك .
ايها الاخوة الاعزاء
لقد دقت نواقيس الخطر في مرحلة من مراحل النضال العربي وتعاظمت التهديدات والتحديات التي تواجهنا ونحن نرنوا بأبصارنا الي فجر جديد يسوده السلام والاستقرار والتقدم .
فهل تعجز أمتنا صاحبة التراث الحضاري الهائل والرصيد الروحي الحافل عن استيعاب حقيقة التحديات والتهديدات التي تصادف طريقها ؟ وهل تنصرف شعوبنا الي خلافات مصطنعة وعداوات مفتعلة لاجذور لها في تاريخنا وتراثنا وتبتعد عن الاهداف القومية الكبري التي ترسخ وجودها وتعمق كيانها وتصون مصالحها ؟
كلا .. لن يكون هذا .لن يكون عربي القرن الحادي والعشرين هو العاجز والتائه في ظلمات الجهل والشلل ولن تكون الامة العربية هي الرجل المريض في هذا العصر ولن تضيع سدي أرواح الشهداء الذين سقطوا فداء اوطانهم وامتهم في كل شبر من الارض العربية الطيبة ولن نضل طريقنا او نخطئ رؤية اهدافنا . اهدافنا : مزيد من القوة . مزيد من العزة لكل شعب عربي وسيلتنا مزيد من التضامن العربي الشامل الذي يظلل جميع افراد الاسرة الكبيرة أينما كانوا وتحت اي ظروف وجدوا .
ايماننا جازم بان كل ما يصيب شعبا عربيا من ضرر هو ضرر علينا جميعا وبنفس القدر مسيرتنا يرعاها الله وتصونها المبادئ وتحفظها القيم الرفيعة من الزلل والشطط قلوبنا طاهرة مطهرة وسرائرنا نقية تدفعنا الي توحيد صفوفنا وجمع كلمتنا علي طريق الحق والخير فلنمض الي العمل في هذه اللحظات العصيبة مزودين بدعاء شعوبنا بان يلهمنا الله الرؤية ويمنحنا القوة لتحقيق ما يتطلع اليه كل عربي اينما كان موقعه وموطنه والله يوفقنا ويهدي خطانا ويرعي عملنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
| |
|
جلال صدقى
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 85 الجنسيه : القاهره العمل او الوظيفه : رئاسه الجمهوريه اذكر سبب تسجيلك لدينا : الحمد الله النقاط : 17115 دعاء المنتدى :
| موضوع: رد: خطاب الرئيس محمد حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة السبت 09 مايو 2009, 1:13 pm | |
| | |
|
احمد عبدالمنعم كامل
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 61 الجنسيه : القاهره العمل او الوظيفه : القوات المسلحه اذكر سبب تسجيلك لدينا : الحمد الله النقاط : 17105 دعاء المنتدى :
| موضوع: رد: خطاب الرئيس محمد حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة السبت 09 مايو 2009, 1:29 pm | |
| | |
|